بدأت في بيروت أمس أعمال المنتدى العربي للتنمية المستدامة للعام الجاري 2023، برئاسة اليمن ممثلة بوزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور واعد باذيب، والذي تنظمه لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) في مقرها في العاصمة اللبنانية، وجامعة الدول العربية وهيئات الأمم المتحدة العاملة في الوطن العربي، بعنوان "حلول وعمل"، ويستمر لغاية 16 آذار (مارس) 2023.
وشارك في افتتاح أعمال المنتدى، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي، ووفود رفيعة المستوى وممثلين عن الحكومات العربيّة والمنظمات الإقليمية والدولية والمجتمع المدنيّ والقطاع الخاص، بالإضافة إلى برلمانيين وأكاديميين.
وألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط كلمة، تطرق فيها إلى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على السلم والأمن الدولي، وعلى المنطقة العربية على وجه الخصوص، حيث تراجعت قدرة العمل متعدد الأطراف بشكل واضح على فض النزاعات.
واعتبر أنّ "هذه الحرب ستعوق جهود المجتمع الدولي في التعامل مع القضايا الأخرى الأكثر إلحاحاً وأهمية كزيادة الفقر ومخاطر التغير المناخي".
وأشاد الأمين العام بالتعاون القائم بين جامعة الدول العربية ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك من خلال تنفيذ عدد من الأنشطة المشتركة، والتي تهدف إلى دعم وبناء القدرات العربية في مجالات عدة، ومن أهمها التحضير للمؤتمر العالمي للمياه، والمقرر عقده الأسبوع القادم في نيويورك، وكذلك الانتهاء من تطوير وتفعيل الاستراتيجية العربية لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والمعروفة باسم "الأجندة الرقمية العربية"، فضلاً عن إعداد الخطة المشتركة المعنونة "الرؤية العربية 2045".
وتحدثت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، عن تعثر التقدم على مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة بل وتراجعه على مسار بعض الأهداف.
وقالت إن آثار أزمة الكوكب الثلاثية المتمثلة في تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث، تهدد الأمن الغذائي وتوافر المياه وتقوض القدرة على الصمود وتفاقم النزاعات.
وأضافت أن المنطقة العربية تتأثر بكل هذه التحديات الخطيرة، وقالت إنّ "عدم المساواة أدى إلى تفاقم الفقر الذي تصاعد في السنوات الأخيرة ليقترب من 50 في المئة في البلدان العربية الأقل نموا والبلدان المتضررة من النزاعات. وأثر انعدام الأمن الغذائي على أكثر من 30 في المئة من الناس في المنطقة العربية عام 2020، وفاقمته جائحة كوفيد-19 وتغير المناخ والحرب في أوكرانيا".
وأكدت على "ضرورة التحرك والعمل الآن حتى لا تجعل كل هذه العوامل بلوغَ أهداف التنمية المستدامة بعيدا عن متناول المنطقة"، مشددة على "الحاجة إلى إجراء مراجعة عاجلة لكيفية إعادة المنطقة إلى المسار الصحيح عبر القرارات السياسية والاستثمار".
وتحدث وزير التخطيط اليمني رئيس المنتدى في دورته الحالية واعد باذيب، حول مواجهة المنطقة العربية والعالم باسره أزمتين متعاقبتين، أزمة جائحة (كوفيد-19) والأزمة الروسية الأوكرانية، وما اعقبهما من تداعيات مقلقة في أسعار الغذاء والطاقة والاستقرار الاقتصادي العالمي. متطرقاً إلى الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي تمر بها اليمن.
وجدد باذيب، التأكيد على مواصلة الحكومة المضي في تحقيق بعض الإنجازات على صعيد أهداف التنمية المستدامة، وكذلك مواصلة معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وإنهاء حالة الصراع والهشاشة والعمل على تعافي الاقتصاد وإعادة إعمار البنية التحتية التي تضررت من الحرب، فضلاً عن مواجهة الأزمات المتعددة والتحديات الهيكلية المزمنة.
من جهتها لفتت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آ سيا (الاسكوا)، رولا دشتي أنّه "من غير المقبول أن يولد الطفل العربي مديونا بـ 3500 دولار بسبب تراكم ديون المنطقة إلى 1.5 تريليون دولار"، موضحة أنّ "نحو 30 مليون عربي عاطلون عن العمل و 160 مليونا في القطاع غير النظامي من دون حماية اجتماعية".
وأكّدت دشتي أنّ "الفجوة بين الجنسين في المنطقة العربية تعتبر ثاني أكبر فجوة بين الجنسين في العالم، حيث أنّ السياسات الحكومية تتغاضى عن اللامساواة الصارخة في المجتمعات العربية"، معتبرة أنّ "نسبة الـ 10 في المئة الأغنى من السكان يمتلكون 75 في المئة من ثرواتها، في حين أنّ الطبقة الوسطى تزداد تقلصا إذ أصبح نحو 30 في المئة منها فقيرا في بعض الدول العربية في السنوات الأخيرة".
المصدر (اتحاد الغرف العربية)